إِثْماً عَظِيماً) (١)
وإلى ذلك تشيرالرواية المأثورة عن الامام الباقر عليه السلام : «النيران بعضها دون بعض» (٢).
وهكذا يبين السياق حالتين متقابلتين تماما لتكونا ـ كما الليل يقابل النهار ـ مثلا لاختلاف السعي.
(١٨) ومن أبرز صفات : «الأتقى» التصدّق بماله لكي يطهر قلبه من الشح والبخل وحب الدنيا.
(الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى)
كل من يملك مالا ينفقه ، ولكن أكثرهم ينفقون أموالهم ، ثم تكون عليهم حسرة ؛ لأنهم لا يبحثون عن الزكاة ، ونقاوة القلب بقدر ما يبحثون عن الذات وتكريس الانانية ، إلّا المتّقون الذين يعرفون أن حب الدنيا أصل كل انحراف ، فيطهرون بالزكاة قلوبهم من حبها.
(وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى)
فلم ينفق ماله جزاء على نعمة سبقت إليه من المنفق عليه ، ولم يطلب لانفاقه جزاء حتى ولو كان من نوع طلب الشكر ، أو محاولة إخضاع الفقير لسلطته ، وتكريس حالة الطبقية بهذا الإنفاق ، كإنفاق الكثير من المترفين والمسرفين.
(٢٠) كلّا .. إنما ينفق لوجه الله ، وابتغاء مرضاته ، وسعيا وراء الجنة التي
__________________
(١) النساء / ٤٨.
(٢) نور الثقلين ج ٥ ص ٥٩٢.