وعد الله المنفقين.
(إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى)
ووجه الله رضاه وما أمر به ، ومما أمر به طاعة أوليائه.
(٢١) لأنه ابتغى رضوان الله فإن الله يرضيه بفضله.
(وَلَسَوْفَ يَرْضى)
وهل هناك غاية أسمى من الرضا؟ أليس الإنسان دائم التطلع عريض الطموح ، فكيف يرضى؟ بلى. أنّى كانت رغبات الإنسان عظيمة فإن الجنة أعظم ، وفضل الله أكبر.
وهذه السورة بمجملها ولا سيما خاتمتها تكرس في الإنسان حس المسؤولية ، بيد أن بعض القدرية حاولوا تفسيرها بما يتناسب ونظرية الجبر التي تنتزع حس المسؤولية عن القلب ، فإذا كان كلّ شيء كتب بالقلم وحتى عمل الإنسان فأين مسئولية؟ ولماذا يحرضنا الله على العطاء ولا نملك من أنفسنا شيئا ، ولماذا يحذرنا النار ولسنا الذين نقرر الدخول فيها أو اجتنابها؟ هكذا جاء في صحيح مسلم عن أبي الأسود الدؤلي قال : قال لي عمران بن حصين : أرأيت ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه أين قضي ومضى عليهم من قدر سبق ، أو فيما يستقبلون مما آتاهم به نبيهم. وثبتت الحجة عليهم؟! فقلت : بل شيء قضي عليهم ومضى عليهم ، قال : فقال : أفلا يكون ظلما؟ ففزعت من ذلك فزعا شديدا ، وقلت : كل شيء خلق الله وملك يده ، فلا يسأل عما يفعل وهم يسألون ، فقال لي : يرحمك الله. إني لم أرد فيما سألتك إلّا لاحرز عقلك.
وأن رجلين من مزينة أتيا رسول الله ـ صلّى الله عليه واله ـ فقالا : يا