ـ ظاهرا ـ الى دين الإسلام ، وأوالي الرسول وآل بيته. كلا .. إنما يتقي النار من اتقى الله في الدنيا.
(١٥) أما الأشقى فانه يحترق بلهيبها ، ويصطلي بحرها لانّه لم يصنع لنفسه من دونها سترا من الايمان وصالح الأعمال.
(لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى)
(١٦) وعلامة الأشقى الكفر بالرسالة ، وعصيان الشريعة.
(الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى)
يبدو أن التكذيب حالة نفسية وعقلية ، بينما التولي حالة عملية ، أي كذب بقلبه ولسانه ، وتولى بعمله ومواقفه.
(١٧) أما الذي اتقى الله ـ فقد اتقى نار غضبه. صلاته تقيه ، صومه يجنبه ، إنفاقه يستره ، نيته الصالحة تحميه من تلك النار المتقدة.
(وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى)
ولماذا لم يقل ربنا : التقي ، ربما لان التقي الذي لم يبلغ مستوى «الأتقى» كان قد ارتكب بعض الخطايا فاستحق به لهبا من النار بقدرها ان لم يغفرها الله له ، وقد قال ربنا سبحانه : (وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (١).
وهكذا الذي شقي ببعض الموبقات قد يغفر الله له كما قال سبحانه : (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدِ افْتَرى
__________________
(١) التوبة / ١٠٦.