يضل طريقه فيصل الى اليمن.
وسميت الرسالة بالحسنى لأنها تهدينا إلى أحسن السبل لأحسن الاهداف.
وقد جاء في الحديث المأثور عن رسول الله ـ صلّى الله عليه واله ـ قال : «ما من يوم غربت شمس إلّا بعث بجنبتها ملكان يناديان ، يسمعهما خلق الله كلهم إلّا الثقلين : اللهم أعط منفقا خلفا ، وأعط ممسكا تلفا» (١). وقد استوعب الكثير من أصحاب رسول الله هذا الدرس فتراهم يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ، وينفقون أموالهم بلا حساب ابتغاء وجه ربهم. هكذا أدبهم رسول الله ـ صلّى الله عليه واله ـ حتى تساموا على شح أنفسهم ، جاء في رواية مأثورة عن الامام الباقر ـ عليه السلام ـ : قال : «مرّ رسول الله برجل يغرس غرسا في حائط فوقف له وقال : ألا أدلك على غرس أثبت أصلا وأسرع إيناعا وأطيب ثمرا وأبقى؟ قال : بلى. دلّني يا رسول الله؟ فقال : إذا أصبحت وأمسيت فقل : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلّا الله ، والله أكبر ؛ فإن لك أن قلته بكل تسبيحة عشر شجرات في الجنة من أنواع الفاكهة ، وهو من الباقيات الصالحات قال : فقال الرجل : فاني أشهدك يا رسول الله! ان حائطي هذا صدقة مقبوضة على فقراء المسلمين أهل الصدقة» (٢).
(٧) حينما تكون النية صالحة ، والقلب زكيّا ، فان سبل الخير تحمل أصحابها إلى حيث السعادة والفلاح.
(فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى)
أي الحياة اليسرى ، والعاقبة الحسنى ، والسؤال : كيف؟ الالكترون الصغير
__________________
(١) القرطبي ج ٢٠ ص ٨٣.
(٢) نور الثقلين ج ٢ ص ٥٩١.