سبيل الطاغوت ، يهدم المجتمع ، ويبيد الحضارة ، والناس لا يرون إلّا ظاهر القتال دون ان يعرفوا هدفه ووجهته ونفعه وضره .. ولكن الله يهدينا الى ان هذا سعي حسن وأن ذاك سعي هدام.
(إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى)
(٥) كل ابن أنثى يكدح في حياته ، ويسعى ، ويصارع الأقدار ، ولكن الذي يعطي ماله في سبيل الله ، ويتقي الحرام هو الذي ينتفع بعطائه.
(فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى)
انه يختلف عمن يعطي ويمن أو يعطي مما سرقه من الناس ، أو يختار أفسد ما عنده للعطاء ، أو يضعه في غير محلّه للمدّاحين والمتملقين من حوله ، أو يهدف من عطائه رياء وسمعة وسيطرة على المستضعفين ؛ فان عمله لا يتقبل منه لان الله يقول : (إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) بل يكون وبالا عليه يوم القيامة ، وضيقا وحرجا في الدنيا.
(٦) ما الذي يجعل سعي الإنسان وعطاءه زكيّا نقيّا مرضيّا؟ إيمانه بالله ، وتصديقه برسالاته ورسله.
(وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى)
لان الايمان بالله يحدد وجهة الإنسان ، فليس سواء من يسعى الى المسجد ومن يسعى الى الملهى! ثم هناك من يريد المسجد ولا يعرف السبيل اليه ، فمن يحدد لنا سبل السلام ، ويضعنا على المحجة البيضاء حتى نصل الى حيث الخيرات؟ الرسل. فمن كذّب بهم ضل السبيل ، وكان كمن يريد مكة ولكنه