أهل الجمع!!» (١)
(يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرى)
لا تنفعه الذكرى بعد فوات أوانها.
(٢٤) ماذا يتذكّر؟ يتذكّر طيّباته التي بدّدها فيما زالت ، يتذكر شبابه الذي أبلاه في شرّة السهو والتباعد عن الرب ، يتذكر أمواله التي جمعها من غير حلّ ، وأنفقها في غير رضا الرب ، يتذكّر أوقاته التي أفناها في اللهو والغفلة والإشتغال بالتوافه ، وكل ساعة منها كان يستطيع أن يحصل بها على ملك كبير في الاخرة!
(يَقُولُ يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَياتِي)
إنّها تلك الحياة حقّ الحياة ، الحياة الخالدة التي لا تزول.
(٢٥) هنالك العذاب الإلهي الذي يتجلّى به الرب ، والوثاق الإلهي الذي يتجلّى به غضبه.
(فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ)
لا أحد يعذّب كالله ، لأنّه الأعظم الأكبر الذي لا يقاس أيّ شيء منه بأيّ شيء من خلقه. وإنّ الإنسان ليهرب من عذاب الدنيا ولا يعرف أنّ عذاب الله في الاخرة لا يقاس ببعض الأذى في الدنيا.
جاء في دعاء أمير المؤمنين علي ـ عليه السلام ـ : «وأنت تعلم ضعفي عن قليل من بلاء الدنيا وعقوباتها وما يجري فيها من المكاره على أهلها ، على أنّ ذلك
__________________
(١) تفسير نور الثقلين / ج ٥ ص ٥٧٦.