كالشمس وأعظم منها ، حتى أنّ الشمس حين تقع فيها تصيح من شدّة حرّها ، أم ماذا؟ لا نعرف ، ولكن جاء في رواية مأثورة عن أبي جعفر (الباقر) ـ عليه السلام ـ أنه قال : «لمّا نزلت هذه الاية : «وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ» سئل عن ذلك رسول الله ـ صلّى الله عليه واله ـ ، فقال : بذلك أخبرني الروح الأمين أنّ الله لا إله غيره إذا برز الخلائق وجمع الأوّلين والآخرين أتي بجهنّم يقاد بألف زمام يقودها مائة ألف ملك من الغلاظ الشداد ، لها هدّة وغضب وزفير وشهيق ، وإنّها لتزفر الزفرة فلو لا أنّ الله أخّرهم للحساب لأهلكت الجميع ، ثمّ يخرج منها عنق فيحيط بالخلائق البرّ منهم والفاجر فما خلق الله عبدا من عباد الله ملكا ولا نبيّا إلّا ينادي : ربّ نفسي نفسي ، وأنت يا نبيّ الله تنادي : أمّتي أمتي ، ثمّ يوضع عليها الصراط أدقّ من حدّ السيف ، عليها ثلاث قناطر فأمّا واحدة فعليها الأمانة والرّحم ، وثانيها فعليها الصلاة ، وأمّا الثالثة فعليها ربّ العالمين لا إله غيره ، فيكلّفون الممرّ عليهم فيحبسهم الرحم والأمانة فإن نجوا منها حبستهم الصلاة ، فإن نجوا منها كان المنتهى إلى ربّ العالمين ، وهو قوله : (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ) ، والناس على الصراط فمتعلّق بيد ، وتزول قدم ، ويستمسك بقدم ، والملائكة حولها ينادون : يا حليم أعف واصفح وعد بفضلك وسلّم سلّم ، والناس يتهافتون في النار كالفراش فيها ، فإذا نجا ناج برحمة الله مرّ بها فقال : الحمد لله وبنعمته تتمّ الصالحات وتزكوا الحسنات ، والحمد لله الذي نجّاني منك بعد إياس بمنّه وفضله إنّ ربّنا لغفور شكور» (١)
وفي حديث أخر إضافة رهيبة حيث يقول الرسول ـ صلّى الله عليه واله ـ : «جاء جبرئيل فأقرأني «وجيء يومئذ بجهنّم» فقلت : يجاء بها؟ قال : يجيء بها سبعون ألف يقودونها بسبعين ألف زمام ، فتشرد شردة لو تركت لأحرقت
__________________
(١) بحار الأنوار / ٨٦٠ ص ١٩٣.