(إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا)
فإذا بالأبنية التي هي نتيجة تراكمات جهد الملايين تنهار بفعل الزلزال الرهيب الذي يدكّ الأرض فيسوّيها ويدعها قاعا صفصفا.
قالوا : أي زلزلت الأرض فكسر بعضها بعضا وتكسّرت الأشياء على ظهرها ، وقال بعضهم : بل دكّت جبالها وأنشازها حتى استوت.
وأنّى كان فإنّ الأرض تنبسط كالأديم لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ، ولا حفرة ولا ارتفاعا. فهل تبقى يومئذ قيمة لعقار أو ركاز أو ذهب وفضّة؟!
(٢٢) هنالك يتجلّى الربّ بعظمته للعالمين ، فلا أحد يقدر على الهرب من سطوته أو الشك في قهره وقدرته ، حيث ترى الملك صافّين ينتظرون أوامره.
(وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا)
أيّ آية عظيمة من آيات الله تتجلّى تلك التي عبّر القرآن عنها : «وجاء ربك»؟ لست أدري ، ولكنّه يوم عظيم لا يمكننا ونحن نعيش حدود الدنيا الضيقة أن نتحسّس آفاق عظمته.
(٢٣) إلّا أنّ من معاني شهود الله حضور تلك القيم التي أمر بها ، وتلاشي قيم الزيف والضلال التي امتحن الناس بها في الدنيا .. لذلك فأوّل ما يؤتى بجهنّم سجن المجرمين الرهيب.
(وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ)
أين جهنم اليوم ، وكيف يؤتي بها ذلك اليوم؟ هل هي كرة ملتهبة عظيمة