(وَيُخْرِجُكُمْ إِخْراجاً)
بالبعث والنشور ، وإننا نعرف بأن هناك تشابها بين الإنسان والنبات في أطواره ، حتى في الإخراج من الأرض التي تصير يوم البعث كما رحم الأم يمطرها الله أربعين صباحا ، فاذا بك ترى الأرض تنشق عن الناس سراعا.
(وَاللهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِساطاً)
نفترشها ونمشي على ظهرها ، والجعل يعني التمهيد الذي تم بلطف الله ورحمته من خلال القوانين الطبيعية ، وخلق الأرض بالكيفية التي تجعل الحياة عليها ممكنة وميسرة.
(لِتَسْلُكُوا مِنْها سُبُلاً فِجاجاً)
اي طرقا كثيرة واسعة ، وقيل : طرقا مختلفة ، والفج المسلك بين الجبلين (١) وهذه الآية تأكيد على انه تعالى بسط الأرض لنا ، إذ لو لم يبسطها ما كنا نجد لنا طرقا للمشي فيها والتنقل بين بقعها المختلفة ، ومن الآيات الالهية انه لا توجد بقعة الا وفيها سبلا يستطيع البشر ان يسلكها ، وقوله : «سبلا» بالجمع يهدي الى الكثرة والتنوع في نفس الوقت ، فبسط الله للأرض يعم اليابسة والماء والهواء.
وإذا قلنا : ان الفجاج هي الطرق بين الجبال فانه ثابت عمليا بأن أغلب الطرق البرية بين البلدان تمر من خلال السلاسل الجبلية ، وذكر الله للطرق التي بين الجبال بالذات لأنها أظهر آية ودلالة من التي في السهوب والصحاري.
[٢١] وهكذا ذكرنا سبحانه بتلك النعم لعلنا نعرف عظيم منّه علينا فلا نعبد
__________________
(١) مجمع البيان ج ١٠ ص ١٣٧