مدى حبهم للعبادة.
وقد ذكر الله صفة المداومة على الصلاة لأنّ المعطيات الحضارية وغيرها كالتغلّب على صفة الهلع في النفس البشرية لا تتأتّى بصورة سريعة منذ أوّل ممارسة للصلاة من قبل الإنسان ، بل لا بد من الدوام عليها والاستقامة حتى تعرج بنا إلى تلك المعطيات.
الثانية : الإنفاق في سبيل الله.
وبه يخرج المصلون من سلطان المال والثروة الذي يأسر الكثير من الناس الذين أنعم الله عليهم فيمنعون حقوق الله وحقوق المجتمع ، وإنّها لآية على تحوّل الصلاة إلى برنامج عملي في حياتهم. أو ليس هدفها أن يتمحّض الإنسان في الخلوص لله ، ويتنازل عن كلّ شيء حتى ذاته من أجل الحق؟ بلى. فلما ذا يبخلون بالمال؟
إنّ المصلين الحقيقيين حينما يكرّرون في صلاتهم قوله تعالى (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) فإنّهم يعون بعمق أنّ الحمد ليس مجرد كلمات وشعارات يلوكها الواحد بلسانه ، بل هو باللسان المعبّر عن النية الصادقة والإيمان المخلص ، وبالعمل من خلال تطبيق منهجية الحمد في واقع الحياة ، ومنها إنفاق نعم الله في سبيله شكرا له وتعبّدا.
إنّهم قد اتصلوا بالله وعرفوه (ربّ العالمين) وعلموا بأنّ ما في الوجود كلّه من عنده وهو مالكه ، حتى أنفسهم ، وما الأموال التي عندهم إلّا أمانات استودعهم إيّاها ، فكيف يبخلون بها ويمنعون عن أدائها إليه حين يطلبها فيأمرهم بإنفاقها في سبيله؟!
إنّ الامتناع عن الإنفاق في يقينهم لون من الخيانة للمستأمن ، وهذا ما يدفعهم