أي شديدة الضعف وقليلة التماسك ، ليس في هيكلها وحسب بل في جزئيّات كيانها ، مما يجعلها تتبدل شيئا آخر كالمهل أو الدهان كما قال الله : (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ) (١) ، وهكذا لا تبقى السماء سقفا محفوظا يمنع عن الأرض النيازك والأخطار.
ومشهدا آخر عظيم هو منظر الملائكة على الأرجاء والملائكة الثمانية العظام الذين يحملون عرش الله فوقهم.
(وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها)
أي أطرافها ونواحيها ، قالوا : بأن الضمير عائد إلى السماء التي تشقق وتصير قطعا وأجزاء على كل واحدة منها ملائكة كثيرون.
(وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ)
من أعظم ملائكة الله ، وربما أعظمهم على الإطلاق ، ولفوقهم تفسيران : أحدهما : فوقهم بالمسافة ، والآخر : فوقهم بالمرتبة ، فالثمانية يحملون العرش من أركانه ومعهم من الملائكة من يحملونه من أطرافه الأخرى ، أو أنّ الثمانية لهم الرئاسة على بقية الملائكة فهم فوقهم مرتبة ، وبهذا نجمع بين الروايات القائلة : بأنهم ثمانية ، والقائلة : بأنهم أكثر من ذلك.
قال الإمام علي بن الحسين (ع) في صفة خلق العرش : «له ثمانية أركان ، على كلّ ركن منها من الملائكة ما لا يحصي عددهم إلّا الله ـ عزّ وجلّ ـ يسبّحون الليل والنهار لا يفترون» (٢) ،وقال الإمام الصادق (ع): «إنّ حملة العرش
__________________
(١) إبراهيم / ٤٨
(٢) نور الثقلين / ج ٥ ص ٤٠٤.