والمؤتفكات ماذا حدث بهم حينما اتخذوا موقف اللاهي عن الحق فصارعوه كيف نزلت بهم القوارع فتركتهم صرعى؟!
أو تدري ما الحكمة في ذلك العذاب العريض؟ لكي يذكّرنا (فلا نبقى سادرين في غياهب الغفلة) ولكي تعيه أذن واعية ..
وتتجلّى الحقيقة بكلّ جلالها وعظمتها في يوم القيامة ، وحين نتصور أهوالها نزداد وعيا بها في الدنيا أيضا.
وأصعب المواقف وأشدها جدية وهولا عند استلام الكتاب المصيري ، فمن أوتي كتابه بيمينه فطوبى له ، ومن أوتي بشماله فيقول من فرط حسرته : يا ليتني لم أوت كتابيه ، ويقول : يا ليتها كانت القاضية.
إنّها عاقبة المتهاونين الذين لم يكونوا جدّيّين في وعي الحقيقة ، وفي الإيمان بالله والحض على طعام المساكين.
ويقسم القرآن بكلّ حقيقة نبصرها وكلّ حقيقة قائمة ولكن لا نبصرها بأنّ القرآن حق ، وهو قول رسول كريم.
وإنّه بالتالي ليس خيالات باطلة ولا ظنون كاهن.
وتتجلّى حقّانية الرسالة في شدّة الله الجبّار مع من يخالفها ، بل ومع المرسل بها لو افترض التقوّل عليه ببعض الأقاويل ، فإنّه ليأخذ منه باليمين ثم ليقطع منه الوتين.
ويبدو أنّ من يتهاون في شأن الحق أو يكذّب به أولا يعيه أولا يوقن به حقّ اليقين .. يبدو أنّه لم يعرف ربه الّذي يضمن الحق ويجريه بقوّته الشديدة وقدرته