والتي يتميز بها المنافقون عن غيرهم في المجتمع ، وهي :
١ ـ المزيد من الاعتناء بالمظاهر الدينية بهدف خداع الناس وإثارة إعجابهم ، فقد تراهم وقد أكلت ثفنات السجود جباههم وركبهم ، أو تسابقوا إلى حضور المسجد والقيام في الصفّ الأول من الجماعة ، ويتماوتون في صلاتهم ، ويقصرون ثيابهم ، ويطلقون اللحى ، ويتراءون بسمات البطولة والشهامة .. وهكذا تلاحق عقدة المظهر المنافقين أينما كانوا لإحساسهم الملحّ بأهمية المظهر ، فهم لا يملكون جوهرا سليما فلا بد أن يبحثوا عما يسترون به خبثهم وكفرهم ، بالذات وهم يعيشون في مجتمع المسلمين.
(وَإِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ)
ولعلّ الجسم أعمّ من البدن ، فهو كلّ ما يتصل بكيان الإنسان المادي.
٢ ـ الكلام المنمّق ، فالمنافقون يحسبون لكلّ كلمة تصدر منهم حسابها ويفكرون في كلامهم قبل نطقه كثيرا ، أولا : لكي لا يحكي ما يخبّئون. أو ليس المرء مخبوء تحت لسانه؟ أو لم يقل ربّنا سبحانه وتعالى عنهم : (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ)؟ وثانيا : لكي يدعموا آراءهم الباطلة التي لا رصيد لها من حقائق الواقع شيئا فيعوّضون نقص الأدلة بزخرف الكلام ، وينتقون مفرداته واحدة واحدة ، ليتمكّنوا من قلب السامع فيضلّونه ، فظاهر كلامهم الطيب والحلاوة ولكنك إذا تطلّعت على خلفياته وما بين سطوره تجد السمّ الذعاف.
(وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ)
والقول كل ما يحاكي به الإنسان الآخرين كالكلام والكتابة ، وما أكثر الأفواه والأقلام المأجورة التي ترقى منابر المسلمين ، وتقبع في دوائر التثقيف والاعلام ،