الإطار العام
ما هي صبغة التحرك الرسالي واستراتيجيته؟ نستلهم من سورة الصف خمسة بصائر هي تحدد لنا ذلك :
أوّلا : إنّ الحركة الرسالية ربّانيّة الصبغة كما قال ربنا سبحانه «صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً» ، ولذلك فهي لا تخضع لأطر عنصرية أو إقليمية أو حزبيّة ، إنّما تتسامى إلى حيث المؤمنون كالجسد الواحد ، يشدّ بعضهم بعضا.
وهذه الصبغة تتجلّى في تسبيح الله تعالى في فاتحة السورة ، فكلّ ما في السماوات والأرض يسبّح الله وحده فهو وحده القدّوس ، أمّا غيره فيستمد قداسته وشرعيته منه وبقدر قربه منه ومن قيم الوحي.
ثانيا : انعدام المسافة بين النظرية والتطبيق ، بين القول والفعل ، لأنّ هذه هي مسافة المقت والفشل ، وثغرة يتسرب منها النفاق إلى ضمير الحركة ، كما يتسلّل منها العدو إلى كيانها.