[٨٨] وحينما يحلّ الأجل يزهق كلّ باطل إلّا الحق الذي بشّرت به رسالة الله ، فإنّه يصير ماثلا أمام ابن آدم ، فما أخبر به الله من انقسام الناس إلى ثلاثة أزواج لا يعود كذبا ولا ظنّا ولا حتى مجرّد إيمان بل يجده واقعا ماثلا أمامه.
(فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ)
إلى الله بإيمانهم وأعمالهم.
(فَرَوْحٌ)
أي راحة واطمئنان وسعادة.
(وَرَيْحانٌ)
جاء في الأخبار أنّه من أزهار الجنة وروائحها يشمّه ملك الموت المؤمن فلا يحس بمنازعة الروح وخروجها. ويلقى المؤمن هذين الجزائين عند موته ، قال الإمام الصادق (عليه السلام) وقد تلا الآية : «يعني في قبره».
(وَجَنَّةُ نَعِيمٍ)
«يعني في الآخرة» (١) ، وقد تعرّضت السورة في أوّلها إلى ذكر شيء من نعيم السابقين المقرّبين. قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) : «إذا أراد الله تبارك وتعالى قبض روح المؤمن قال : يا ملك الموت انطلق أنت وأعوانك إلى عبدي فطال ما نصب نفسه من أجلي ، فأتني بروحه لأريحه عندي ، فيأتيه ملك الموت بوجه حسن ، وثياب طاهرة ، وريح طيبة ، فيقوم بالباب فلا يستأذن بوّابا ، ولا يهتك حجابا ، ولا يكسر بابا ، معه خمسمائة ملك أعوان ، معهم طنان الريحان ، والحرير
__________________
(١) نور الثقلين / ج ٥ ص ٢٢٨