بالجور» (١) وقال الصادق (ع) : «ثلاثة يدخلهم الله النار بغير حساب ، امام جائر ، وتاجر كذوب ، وشيخ زان» (٢).
والسؤال كيف يعرف المجرمون يوم القيامة؟! ان الله يعرفهم بعلمه الذي أحاط بكل شيء ، ومن خلال كتب أعمالهم ، ثم ان يوم القيامة هو التجلي الأعظم للحقائق ، فالذي يأكل أموال اليتيم بالباطل انما يأكل في بطنه نارا وهذه الحقيقة تتجلى يومئذ لكل الناس ، حيث يشاهده العالمون والنار تشتعل في بطنه اشتعالا.
كما ان الذي يمارس الجريمة ـ أيّة جريمة ـ فانها تترك أثرا على شخصيته ، بيد ان الحقيقة خافية على الناس في الدنيا ، أما في الآخرة حيث تبلى السرائر فانها تظهر على الملاء لا تخفى منه خافية ، فإذا به يأتي مسودا وجهه كقطعة من ليل دامس الظلام ، وفي المقابل ترى المؤمنين والمؤمنات مبيضة وجوههم (يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ) (٣) (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ) (٤) هذه عاقبة الكفر. وقد ثبت علميا ان الجريمة تترك أثرها على فاعلها ، كالارتباك ، والتلعثم في الكلام أثناء الاستجواب مما يعكس حالة نفسية معينة تخلقها الجريمة عنده ، ولعل العلم إذا تطور وتقدم يلحظ اثارا مادية على شخصية الإنسان كألوان لا تلحظ بالعين المجردة تعلو الوجه ..
__________________
(١) ميزان الحكمة / ج ٢ ص ٤١٩ عن كنز العمال ح (٤٤٠٣٠)
(٢) بح / ج ٧٥ ص ٣٣٧
(٣) الحديد / ١٢.
(٤) آل عمران / ١٠٦