طارئة وغير متعمدة. ويؤكد الامام (ع) ان غفران الله يسع كل ذنب بشرط الاستغفار ، قال الامام الصادق (ع) «واللمم الرجل يلم بالذنب فيستغفر الله منه» قال الراوي : بين الضلالة والكفر منزلة؟ فقال : «ما أكثر عرى الايمان» (١).
ان السبب الحقيقي للذنب بالاضافة الى هوى الإنسان هو الشيطان الرجيم ، وهو قد يمر مرورا على قلبه فيجعله يلم بالمعصية ، وقد يسكن فيه ويفرخ فيجعله يقترف الخطيئة تلو الخطيئة ، وبالنسبة للمؤمنين فانه لا يطيق السكون في قلوبهم لأنهم يستعيذون بالله منه ، ويلعنونه قبل كل شيء وبعده ، ولو افترض ان أصابهم بسهم منه فإنهم سرعان ما يرجعون الى الصواب «إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ» (٢).
وكلمة اخيرة ان في الإسلام نوعين من الذنوب ، الصغائر والكبائر ، ولكن المعوّل الحقيقي في تحديد نوع الذنب هو مدى وعي الإنسان به وموقفه من ممارسته له ، فقد يندفع الإنسان نحو ذنب صغير ، ولكن تحديا لسلطان الله ، وعنادا واستكبارا عليه ، فيكون كبيرا. فقد جاء في الحديث الشريف : «قد يرى الله العبد على ذنب فيقول له افعل ما شئت فاني لا اغفر لك أبدا».
وقد يأتي الإنسان بذنب كبير استرسالا واستجابة لضغوط هائلة ، ولكن سرعان ما يندم ويتراجع فان الله سبحانه يغفر له .. قال تعالى : (وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ ، فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ ، وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ* أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ ، وَجَنَّاتٌ تَجْرِي
__________________
(١) المصدر ص ١٦١
(٢) الأعراف / ٢٠١