فرض الله عز وجل لان رسول الله (ص) قال : (من ترك الصلوة متعمدا فقد برىء من ذمة الله وذمة رسوله (ص) ، ونقض العهد ، وقطيعة الرحم ، لان الله عزّ وجلّ يقول : (أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) قال : فخرج عمرو بن عبيد وله صراخ من بكائه وهو يقول : هلك من قال برأيه ونازعكم في الفضل والعلم (١).
وفي حديث آخر : «واليأس من روح الله ، والأمن من مكر الله تعالى ، والقنوط من رحمة الله تعالى ، ومعونة الظالمين والركون إليهم ، واليمين الغموس ، وحبس الحقوق من غير عسر ، والكذب ، والكبر ، والإسراف ، والتبذير ، والخيانة ، والاستخفاف بالحج ، والمحاربة لأولياء الله ، والاشتغال بالمناهي ، والإصرار على الذنب» (٢).
والى جانب هذه الكبائر هناك الذنوب الصغيرة التي يقترفها الإنسان ـ بطبيعته الضعيفة ـ عن قصور أو من دون قصد مبارزة الله ، فان حسناته وتجنبه للكبائر ، الذي يدل على سلامة مجمل مسيرته يشفعانها له ، وهذا من رحمة الله وسعة غفرانه ، اما لو مارس الصغائر عن عناد وإصرار فانها تصير كبائر أيضا.
(إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ واسِعُ الْمَغْفِرَةِ)
قال الامام الصادق (ع) «اللمام العبد الذي يلم بالذنب بعد الذنب ، ليس من سليقته اي من طبعه» (٣) وكما ان الإصرار يصير الإثم الصغير من الكبائر ، فان التوبة والاستغفار يصيران الكبائر صغائرا ، أو يمحو انها من كتاب السيئات. لذلك نجد تفسيرا لكلمة اللمم غير صغائر الإثم ، انما عموم الإلمام بالذنب بصورة
__________________
(١) المصدر ص ١٦٠
(٢) المصدر ص ١٦٣
(٣) المصدر ص ١٦٢