وعن الامام الصادق عليه السلام أنه قيل له : بلغنا أن رسول الله كان يقول : إن الله يبغض البيت اللحم؟ قال : «إنما ذاك البيت الذي يؤكل فيه لحوم الناس ...». (١)
وروي عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال : «قال رجل لعلي بن الحسين (الامام زين العابدين عليه السلام) أن فلانا ينسبك الى أنك ضال مبتدع ، فقال له علي بن الحسين عليهما السلام :
ما رعيت حق مجالسة الرجل حيث نقلت إلينا حديثه ، ولا أديت حقي حيث أبلغتني عن أخي ما لست أعلمه ، إن الموت يعمّنا ، والبعث محشرنا ، والقيامة موعدنا ، والله يحكم بيننا ، إياك والغيبة ، فانها إدام كلاب النار ، واعلم ان من أكثر من ذكر عيوب الناس شهد عليه الإكثار أنه إنما يطلبها بقدر ما فيه». (٢)
المغتاب في ولاية الشيطان
والغيبة تخرج صاحبها من ولاية الله الى ولاية الشيطان ، فما هي ولاية الشيطان؟ أظهر ما فيها الفرقة والتشتت والتشرذم التي هي سبب مصائب المسلمين اليوم. وإذا أمعنا النظر فيها لرأينا أكثرها نفسية ، فبسبب النظرة السلبية الى بعضنا تنامت خلافاتنا ، والغيبة هي المسؤولية عن انتشار النظرة السلبية. فلو كنا نتمسك بتعاليم الإسلام في التعامل مع بعضنا على أساس الثقة وكنا نستر العائبة ونشيع العارفة ، ونبث الروح الايجابية ، لكنا إخوانا متعاونين ، من هنا حذرت النصوص الدينية من الغيبة وجعلتها سببا للخروج من ولاية الله حيث الوحدة والصفاء ،
__________________
(١) بحار الأنوار / ج ٧٥ / ص ٢٥٦
(٢) فبسبب كثرة ذنوبه يذكر عيوب الناس كثيرا. المصدر / ص ٢٤٦.