وهذه الآية تشهد على مدى الأذى الذي كان ينتظر هذه الصفوة الخالصة من الأنبياء فأخذ منهم ميثاقا غليظا على ضرورة الصبر عليه.
وقال ربّنا وهو يبيّن أنّ هؤلاء الخمسة المطهّرين هم أصحاب شريعة : «شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى» (١)
وهكذا جاء في الحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام):
«سادة النبيين والمرسلين خمسة ، وهم أولوا العزم من الرسل ، وعليهم دارت الرحى : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمّد» (٢).
أمّا عن سبب تسمية هؤلاء الخمسة بأولي العزم فقد جاء في حديث مروي عن الإمام الصادق (ع) قال :
«لأنّ نوحا بعث بكتاب وشريعة ، وكلّ من جاء بعد نوح أخذ بكتاب نوح وشريعته ومنهاجه ، حتى جاء إبراهيم بالصحف وبعزيمة ترك شريعة نوح لا كفرا به ، فكلّ نبي جاء بعد إبراهيم أخذ بشريعته ومنهاجه وبالصحف ، حتى جاء موسى بالتوراة وشريعته ومنهاجه وبعزيمة ترك الصحف ، فكلّ نبي جاء بعد موسى أخذ بالتوراة وشريعته ومنهاجه ، حتى جاء المسيح بالإنجيل وبعزيمة ترك شريعة موسى ومنهاجه ، فكلّ نبي جاء بعد المسيح أخذ بشريعته ومنهاجه ، حتى جاء محمّد فجاء بالقرآن وبشريعته ومنهاجه ، فحلاله حلال إلى يوم القيامة ، وحرامه حرام إلى يوم القيامة ، فهؤلاء أولوا العزم من الرسل» (٣)
__________________
(١) الشورى / (١٣).
(٢) تفسير (نمونه) ج (٢١) ـ ص (٣٨٠) نقلا عن الكافي / ج (١) باب طبقات الأنبياء والرسل.
(٣) نور الثقلين / ج (٥) ـ ص (٢٢).