ولذلك ترى الظالمين قد دمّروا حين خالفوا الحق ، ولكن عند ما حان أجلهم ، بالرغم من شدة قوّتهم وعظيم عمرانهم.
ب ـ ويتّصل هذا المحور بالمحور الثاني ، ألا وهو مسئولية الإنسان عن أفعاله دون أن يقدر الشركاء المزعومون على نجاته من جزاء السيئات.
ويطول الحديث حول هذا المحور (١٢) و (٢٨) حيث يبيّن القرآن أنّ المجرمين يبلسون عند قيام الساعة ، وأنّ الناس يومئذ يتفرّقون بين صالحين يجزون وكافرين يحضرون في العذاب.
ويحتجّ الذكر وجدانيّا لوحدانية الربّ وضرورة إخلاص الدين له وتطهيره من دنس الشرك ، ويحذّر من الشرك في السياسة باتباع القادة الذين لم يأمر الله باتّباعهم ، ومن الشرك في الاجتماع بالتحزّب والتوسل بغير الله ، ومن الشرك في الاقتصاد بالاستئثار بالثروة وعدم إنفاقها في سبيل الله ، وكذلك بالربا الذي لا يربو عند الله.
ويبيّن القرآن أنّ ما يظهر من الفساد في البر والبحر إنّما هو بما كسبت أيدي الناس ، وأنّ الحكمة منه : تحسيس الناس بنتائج بعض أعمالهم السيئة ، لعلّهم يرجعون عن غيّهم.
وهذا دليل واضح على المسؤولية ، وهناك دليل آخر يتمثّل في عاقبة المشركين من قبل الذين يأمر الله بالسير في الأرض للنظر في نهايتهم.
ج ـ ولكي يعي البشر مسئوليته أكثر فأكثر ، لا بدّ أن يؤمن بالساعة ، حين يبعث للجزاء. وهذا هو المحور الثالث والأهم في السورة. ولكن كيف يؤمن البشر بالبعث ، وهوى نفسه ، وشيطان قلبه يزيّنان له سوء عمله ، ويطوّلان أمله ، ويلقيان