الشرك ، وحين يوصل القرآن الفساد بذنوب البشر تعرف ان المنهج الاسلامي متقدم على المنهج الاجتماعي القائم بدرجة ، كما انه متقدم على النظرة الجاهلية بدرجتين ، فالجاهليون يعتقدون بان ما يظهر من الآثار في الحياة لا يمت الى سبب ، فلا يبحثون عن سبب معقول.
بينما المنهج القرآني يربط الظواهر الطبيعية بأسبابها المشهورة والغيبية ، فالظلم ـ مثلا ـ سبب لشقاء الظالم ، ونزول العذاب عليه ، اما بصورة مشهورة حيث انه يكون سببا لتحدي المظلوم ، مما يزعزع أمن الظالم واستقراره ، وأما بطريقة غيبية حيث ان الرب الّذي بيده ملكوت كل شيء يقدّر للظالم العذاب أو الشقاء بتسليط الأمراض عليه وإنزال الصواعق والكوارث الطبيعية على بلاده.
هكذا تضحى مسئولية البشر عن أفعاله حقيقة لا فكاك منها في منطق القرآن ، لان الّذي يجريها بيده الأسباب الطبيعية وغير الطبيعية.
ونحن حين نتلوا هذه الآية لنتخذها بصيرة لوعي العصر الّذي نعيشه نزداد يقينا بعظمة القرآن ، وصفاء بصائره.
بلى. ظهر الفساد في البر والبحر بانتشار وسائل الدمار فيهما ، من اسلحة نارية تقليدية تتكاثر كالجراثيم في جسم مريض ، وتدعمها اسلحة نووية تنشر مظلة رعب رهيبة ، واخطر منها الاسلحة الكيمياوية التي طفقت البشرية التنافس عليها.
وفي آخر تصريح لمراقب عليم عن اخطار هذه الاسلحة جاء : ان نشوب حرب نووية بين القوتين العظميين ستسفر عن سقوط (٤) مليارات قتيل في العالم الثالث ، وذلك ان تغييرا أساسيا يحدث في اتجاهات الرياح الموسمية ، وان الشمس تحتجب