والدين ممن ينصبون أنفسهم سادة على الناس ، ويأمرونهم باتباعهم ، لما تورط كثير من الناس في الجرائم ، اتّباعا للسلاطين والمترفين ومؤيديهم من ادعياء العلم والدين.
ولكن الإنسان يزعم ان هؤلاء المستكبرين ينقذونه من عذاب ربه يوم القيامة ، كما انهم يوفرون له بعض الحماية في الدنيا ، ولا يعلم انهم مجرد ابتلاء له في الدنيا ، وانهم لا يغنون عنه من عذاب ربه شيئا.
(٣٢) اما المستكبرون فإنهم من جانبهم يدفعون عن أنفسهم التهمة بأن الإنسان حرّ ومختار ، لا يمكن لأحد إجباره على نمط معيّن من الحياة ، وإذا ترك الحق للباطل فبما ينطوي عليه قلبه من النزوع الى الجريمة.
(قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا)
وهم يحاولون إلقاء المسؤولية عن كاهلهم.
(أَنَحْنُ صَدَدْناكُمْ عَنِ الْهُدى بَعْدَ إِذْ جاءَكُمْ)
بلى. قد يتوسل المستكبرون بالمكر والاساليب المضلة ، ولكن يبقى الإنسان صاحب القرار ، وإذا انحرف فلا يعدو إضلال المستكبرين له دور التشجيع.
(بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ)
وهذا ضرب من الشماتة على الإنسان من قبل من كان يزعم انه يخلّصه وينجّيه ، ولعل ذلك من أشد أنواع العذاب الذي يلقاه أصحاب النار.
ولو عقل الناس هذه الحقيقة لانهارت أسس الظلم في المجتمعات ، حين يعلون