فيها للبشر) ، ومن أعظم نعم الله على البشر التي حفظ بها حياته على البسيطة نعمة الماء الذي ينزله من السماء ، فيحيي به الأرض .. أو ليس كلّ ذلك آيات تهدينا إلى أسماء ربّنا الحسنى وإلى قدرته ورحمته وحسن تدبيره؟ بلى. ولكنّنا بحاجة إلى التفكّر والعلم والسماع والعقل حتى نهتدي بهذه الآيات إلى معرفة الربّ وصفاته.
بينات من الآيات :
(١٩) (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِ)
آية الحياة أعظم آية يتعرف عليها الإنسان ، حيث أنّ الحياة تنبعث من الأشياء الميتة ، وربما تشير الآية الكريمة إلى حقيقة مهمّة يغفل عنها الإنسان عادة : فالحياة موجودة سواء في النطفة ، أو في الحبة الصغيرة ، ولكنّها من مجموعة أشياء ميّتة تنبعث وتتكامل ، فالأرض ميتة ، والاوكسجين ميّت ، والمواد الكيمائيّة ميّتة ، بل والغذاء من الأرض بالنسبة للنبتة أو من مجموع عدّة أشياء بالنسبة للحي ميّت أيضا.
كلّ هذه الأشياء الميتة تحيط بالنواة الحية داخل حبة الحنطة ـ مثلا ـ فتخرج منها نبتة كبيرة حيّة ، فربّنا سبحانه يخرج هذا الحي من الميّت ، والعكس صحيح ، فعند ما يموت الإنسان الحي هل تنتهي حياته؟ كلّا .. بل تبقى ، ولكن تنفصل الحياة عن الأجزاء الميّتة التي كانت حيّة بحياته ، وتبقى تلك النطفة الحيّة ، ونستطيع أن نشبّه تمدّد الحياة في الأشياء الميتة والعكس بمصباح كهربائي تضيؤه في غرفة حيث إنّنا نجد أنّ الأشياء في الغرفة قد أضيئت بالمصباح ، ولا يعني أنّ الضوء قد انتهى لو وضعنا ذات المصباح في صندوق. إنّ الأشياء في الغرفة لمّا أضيء المصباح أصبحت اضاءتها غيريّة ، لا ذاتيّة ، أي إنّ الأشياء لم تتحوّل إلى مادة النور .. ، وهكذا تمدّد الحياة في الجمادات.
والإنسان كان نطفة حيّة في أصلاب آبائه جمعت حولها الأجزاء الميتة بإرادة