(وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ)
في نسبة الأبناء الى غير آبائهم الحقيقيين ، فذلك محاسبون عليه.
(وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً)
يغفر للعبد اخطاءه ، اما الانحرافات المتعمدة ، والتي يصرّ عليها فانها لا تغفر.
(٦) وفي الآية الاخيرة من هذا الدرس يركز القرآن على فكرة حساسة وذات أهمية بالنسبة للمجتمع المسلم ، في أبعاد حياته المتعددة ، حيث يبين بأنّ القانون الرسالي يقتضي ان تكون القيادة الرسالية مقدمة على كل شيء ، اما الأسرة فهي تأتي في المرتبة الثانية ، فاذا ما تعارض قرار القيادة مع قرار الاسرة فالواجب اتباع القيادة ، لأنها أقرب الى كل فرد فرد من أبناء المجتمع والتجمع ، بل هي أقرب للفرد من نفسه ، وفي مجمع البيان ان النبي (ص) «لما أراد غزوة تبوك أمر الناس بالخروج قال قوم : نستأذن آباءنا وأمهاتنا ، فنزلت هذه الآية» (٦)
(النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ)
وفي المرتبة الثانية تكون العلاقة الاسرية هي الأسمى.
(وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهاجِرِينَ)
أما الرحم الذي لا يتصل معك بعلاقة الدين فهو مقطوع في الإسلام ، كالارحام التي لم تكن تهاجر أو الرحم الكافرة ، ولا يعني هذا ان يؤذي المسلم والديه أو
__________________
(٦) نور الثقلين / ج (٤) / ص (٢٣٧) / رقم (١٣).