التي تتحكم في المجتمع صورة أخرى لما هو عليه تتجلى في شخص أو حزب أو جماعة.
أمّا القيادة الرسالية فهي التي تشرف على الناس ، تربية وتعليما ، من دون ان تتأثر بسلبياتهم ، ومثالها قيادة الأنبياء والأئمة ومن يتبع خطهم. وهذه القيادة تصطدم بعقبة كأداء هي سلبيات المجتمع ، فبينما تريد قيادته أن تفرض الرسالة الالهية باتجاه معيّن ، تضغط عليها المتغيرات اليومية في الاقتصاد والسياسة والمجتمع و.. و.. باتجاه آخر ، وهنا تواجه القيادة إشكالية كبيرة ، فهي اما تلتزم بخطها الرسالي فينفض الناس من حولها ، واما تخضع لاهوائهم وضغوطهم ، فتحافظ على تأييدهم ، ولكنها تنحرف عن مسيرتها الحقة.
والامام علي (ع) حينما واجه هذه الإشكالية أثناء حكمه ، كان بإمكانه تفريق الأموال والرشاوى على الناس ، وإخضائهم رغبا ورهبا ، ولكنها كانت تفسد ضميره ـ حاشا لله ـ لذلك لم يفعل وقال :
«واني لعالم بما يصلحكم ، ويقيم أودكم ، ولكني لا أرى إصلاحكم بإفساد نفسي» (١)
فالقيادة إذا أحوج ما تكون الى التقوى حتى تستقيم أمام الضغوط ، وإنّما تؤكد هذه الآيات على التقوى ، لأنها تبحث موضوع الحرب التي تجسد ذروة الصراع ، وأصعب ما يواجه البشر في حياتهم ، ومن ثم أبرز وأهم قضية تتعرض فيها القيادة لضغوط المنافقين والكفار ، وحتى بعض أبناء المجتمع المسلم ، ولكي تتحصن القيادة ضد هذه الضغوط لا بد من التقوى ، والتوكل على الله.
وبعد ذلك ينعطف السياق نحو قضية أسرية ، مما يثير السؤال : ما هو الرابط بين
__________________
(١) نهج البلاغة / خ (٦٩) / ص (٩٩).