ثم يبدأ الحديث عن خلق الإنسان ، والمراحل التي يمرّ بها ، ودوره الذي يؤديه في الحياة منذ البداية حتى الموت والى الرجعة.
(وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ)
(٨) (ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ)
للإنسان بدايتان : الاولى عند خلق آدم (ع) وذريته في صورة ذر ، ولقد تم خلقهم مباشرة من الطين ، والثانية عند خلق سائر البشر من أصلاب الرجال ، وذلك من ماء مهين ، يحتقره الإنسان ولكنه أساس خلقه ، وفيه انطوى سرّ حياته.
بلى. من الطين ومن الماء المهين خلق الله هذا البشر السويّ ، الذي اضحى خصيما مبينا ، ويتكبر في الأرض بغير الحق. أو لا ينظر إلى أصل خلقه المهين فيرعوي عن غيّه؟! قال تعالى : (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ* خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ* يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ* إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ). (٦)
(٩) ثم أن الله بعد أن كون هيكل الإنسان الاول وهو آدم وحواء ، نفخ فيهما من روح انتسبت اليه لفرط عظمتها ، ليصبحا بشرا سويا ، حيث يكون الإنسان من جسد وروح ، إكراما للإنسان في مقابل الماء المهين.
(ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ)
ثم أحسن هذا الخلق إذ منّ عليه بنعمة الحواس والعقل.
(وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ)
__________________
(٦) الطارق / (٤ ـ ٧).