الله أكبر.
ما أخسر من ترك متجر ربه وتوجه تلقاء غرور الشيطان ، ورام عن ربه بدلا.
إن علينا أن نتأمل كثيرا لنعرف هول الابتعاد عن الله ، وأخطار الشرك به في عمق ذواتنا ، وفي آفاق حياتنا الشخصية.
لكن هذا الظلم العظيم قد يخفى على من لم يتأمل فيه. بيد ان هناك ظلما عظيما ظاهرا يتجلى للناس جميعا ، ويتمثل في عاقبة النظام المشرك السائد على الانسانية جمعاء ، هذا النظام العالمي الذي انساقت اليه البشرية حين خرجت عن حصن التوحيد وعبدت رجال الثروة والقوة والضلالة.
لا يسع تفسيرنا الموجز لسرد تفاصيل هذا الظلم ولكن لا يسعنا أيضا ان نمر عن هذه الآية الكريمة دون ان نلقي نظرة خاطفة على الحياة من خلالها وعبر بصيرتها النافذة.
ولنتخذ مثلا واحدا من بين الحقائق الأشد ظهورا في حياة الخاضعين للشرك ، ونرى اي ظلم عظيم هم فيه.
يقول شاهد من أهل عصرنا ما يلي :
* لو حاولنا إتلاف الأموال التي دفعت للأغراض العسكرية في سنة (١٩٨٦ م) بمعدل دولار واحد في كل ثانية لاحتجنا الى (٣٦٠٠٠) سنة.
* بتعبير آخر فان معدل ما يصرفه العالم على السلاح في الدقيقة الواحدة هو (٢) مليون دولار في الوقت الذي يعيش فيه ملياري إنسان في العالم في حالة فقر ، وخمس مائة مليون منهم يعانون من سوء التغذية بشدة.