وهذا مثل من واقع المشرك الذي يحرم نفسه من أفضل نعم الله من ريحانته من الدنيا ، من بهجة البيت ، من البنت النظرة ، بسبب جهله وشركه وخضوعه للأعراف الجاهلية ، انه حكم سيء جدا.
ولقد كانت عادة وأد البنات من أسوأ العادات الشركية ، وأول ما بدأ لهم ذلك أن بني تميم غزوا كسرى فهزمهم ، وسبى نساءهم وذراريهم ، فأدخلهن دار الملك ،
(وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا)
من شدة الحنق والغضب.
(وَهُوَ كَظِيمٌ)
يكظم غيظه لأنه لا يجد من ينفس عنه غيظه.
[٥٩] ويتهرب من الناس خجلا ، ولكي يختلي الى نفسه ويفكر في حل لمشكلته ، فهل يدفن أبنته حية في التراب ، أم يبقيها ويتجرع الهوان والذل على نفسه؟
(يَتَوارى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ ما بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ)
أي يحتفظ بالمولود بما فيه من ذل وهوان.
(أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ)
أي يخفيه في التراب.
(أَلا ساءَ ما يَحْكُمُونَ)