وكلمة «لن» تدل على الأبديّة ، أي مستحيل علينا أن نرجع الى واقعنا الفاسد ، ثم يذكرون سبب ذلك :
(لَقَدْ قُلْنا إِذاً شَطَطاً)
أي ان عودتنا الى افكارنا وأقوالنا السابقة هي ضلال وانحراف وشذوذ.
الجذرية :
لقد ثاروا ثورة جذرية ، وهذه من سمات الثورة الرسالية ، فمنذ البداية قالوا : لن ندعوا من دونه إلها أي لن نخضع لهذا الطاغوت ولا لطاغوت آخر يأتي مكانه ، ولن نقبل ان يطاح بفئة حاكمة ظالمة لتستولي على الحكم فئة أظلم منها ولكن باسم آخر وشعارات اخرى ، أو يذهب ملك فينصبوا ابنه مكانه ويظل النظام الفاسد كما هو.
فكلمة «إلها» تشير الى عدم التخصيص بالملك الذي كان يحكم في زمانهم ، بل الى كل من يتصف بادعاء الندية لله سبحانه وهكذا كانت رؤيتهم صافية. لأن الله سبحانه أيدهم وربط على قلوبهم.
ولذلك جاء في الحديث المأثور عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) انه قال : «اما علمت إن أصحاب الكهف كانوا صيارفة يعني صيارفة الكلام. ولم يعن صيارفة الدراهم» (١)
[١٥] لقد قطعوا آيّة علاقة لهم بالماضي وسفهوه ، ولم يكتفوا بذلك وانما أخذوا يسفهون الآخرين.
(هؤُلاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً)
__________________
(١) المصدر