ولي له من الذي ينصره لأنه غني بدأته فكيف يستعين بغيره ..
(وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِ)
قيل ان هذه الآية جاءت ردا على اليهود والنصارى حين قالوا : اتخذ الله ولدا ، وعلى مشركي العرب حيث قالوا : لبيك لا شريك لك الا شريكا هو لك ، وعلى الصابئين والمجوس حين قالوا : لو لا أولياء الله لذل الله. (١)
وقد جاء في الدعاء المأثور : (الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا فيكون موروثا ، ولم يكن له شريك في الملك فيضاده فيما ابتدع ، ولا ولي من الذل فيرفده فيما صنع) (٢)
لم يكن عند الله شريك فيضاده أو يساعده ، لأنه لو كان له شريك يضاده لتزعزع النظام ، ولو كان له شريك يساعده فالأول قوي والآخر ضعيف فما هي حاجتنا الى الضعيف.
في الحديث المأثور عن هشام بن الحكم في حديث الزنديق الذي أتى أبا عبد الله (ع) وكان من قول أبي عبد الله (ع) «لا يخلوا قولك انهما اثنان من ان يكونا قديمين قويين ، أو يكونا ضعيفين أو يكون أحدهما قويا والآخر ضعيفا ، فان كانا قويين فلم لا يدفع كل منهما صاحبه وينفرد بالتدبير ، وان زعمت ان أحدهما قوي والآخر ضعيف ، ثبت انه واحد كما تقول للعجز الظاهر في الثاني فان قلت : انهما اثنان لم يخل من ان يكونا متفقين من كل جهة أو متفرقين من كل جهة فلما رأينا الخلق منتظما والفلك جاريا ، والتدبير واحدا ، والليل والنهار والشمس والقمر ، دل صحة الأمر والتدبير وائتلاف الأمر على ان المدبر واحد ثم يلزمك ان
__________________
(١) مجمع البيان
(٢) دعاء عرفة للإمام الحسين (ع) مفاتيح الجنان