وهذه هي النقطة الاخيرة التي يعتمد عليها الشيطان وزبانيته وهي أسلوب الترغيب ، ولخطورة هذه النقطة سفهها الله سبحانه وتعالى ، لان الإنسان تغريه رنّة الدينار حتى يعمى بصره فيصبح لا يرى الحق الا بلج.
الغرور هو التغرير ، قال : الراغب في مفرداته : الغرور هو كل ما يغر الإنسان من جاه وشهوة وشيطان ، وقد فسر بالشيطان إذ هو أخبث الغاوين.
عبادة الله عصمة وهداية :
[٦٥] (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ)
ان عبادة الله سبحانه وتعالى ، والاتصال به عصمة للإنسان لئلا يقع في حبائل الشيطان ان عبادة الله هدى في البصيرة ، وقوة في الارادة ، وغوث في الكربة والذين يكفرون بالله ولا يتمسكون بحبله فان الشيطان يضلهم بغروره ويرهبهم بجيشه ، ويشاركهم في الأموال والأولاد.
وهكذا لا يمكن لأحد ان يتخلص من برائن الشيطان ، من دون الاعتصام بحبل الله المتين.
وكما ان امضي اسلحة إبليس الاستفزاز بالصوت ، فان أعظم حصن للمؤمن هو الّذي يقيه تضليل الناس.
وذلك ببصائر الوحي وضياء العقل ، وهكذا تكون الصلاة والصيام وسائر العبادات وسيلة للتفكر السليم ومقاومة عوامل الانحراف الفكرية. ويفسر هذه الآية قوله سبحانه وتعالى في سورة النحل :
(فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ ، إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى