وعزّز ذلك كلّه الحديث
الموقوف على ابن عمر في التفضيل الذي يقول إنّهم كانوا على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله يفاضلون فيقولون : أبو بكر ، ثمّ عمر ،
ثمّ عثمان ، ثمّ يسكتون فلا يذكرون أحداً بعدهم !! والعلّة كلّها أنّ الذي جاء بعد عثمان في الخلافة عليّ ، ولو كان الزبير أو سعداً أو طلحة لما سكت ابن عمر ولا سكتوا.
فترسّخت تلك الرؤية ،
حتّى أصبحت من الثوابت التي تُميّز « الجماعة » ثمّ « أهل السنّة » حتّى جاء أحمد بن حنبل ، فأظهر التربيع في الخلافة ! وكتب ذلك في جوابه إلى مسدّد بن مسرهد يصف له السنّة ، فذكر الأربعة بحسب الترتيب الواقع في الخلافة ، فقال : « هم والله الخلفاء الراشدون المهديّون » .
فأثار كلامه جدلاً ونزاعاً
بين « أهل السنّة » :
ـ قال وريزة الحمصي :
دخلتُ على أبي عبد الله أحمد بن حنبل حين أظهر التربيع بعليّ عليهالسلام ، فقلت له : يا أبا عبد الله ، إنّ هذا
طعنُ على طلحة والزبير !
قال : بئسما قلت ! وما
نحن وحرب القوم وذكرها ؟
فقلتُ : أصلحك الله ،
إنّما ذكرناها حين ربّعتَ بعليٍّ وأوجبتَ له الخلافة وما يجب للأئمّة قبله ! فقال لي : وما يمنعني من ذلك ؟! قلتُ : حديث ابن عمر.. فقال لي
: عمر خير من ابنه ، وقد رضي عليّاً للخلافة على المسلمين وأدخله في الشورى ، وعلي بن أبي طالب قد سمّى نفسه أمير المؤمنين ، أفأقول أنا : ليس للمؤمنين بأمير ؟! قال : فانصرفتُ عنه !
_____________