أين يُصنّف أصاب التجسيم ؟
اتّفق أصحاب النظريّتين
الاُولى والثانية على أنّ القول بالتجسيم دخل إلى المسلمين من عقائد اليهود واليونان وغيرهم . وقد تجسّد هذا القول كمذهب خالص لدى الكرّامية ، أتباع محمّد بن كرّام . وقد اخترنا هذا الاتّفاق على أصل عقيدة المجسّمة بالذات لأنّه أمر يثير الاستغراب حقّاً..
إذ إنّ القائلين بالتجسيم
هم أكثر الناس رجوعاً إلى الحديث ، حتى عُدّ التجسيم من خصائص الحشوية من أصحاب الحديث ، والظاهرية المتمسّكين بظواهر النصوص !
فإذا كانت اُولى العقائد
التى دُوّنت على المجسّمة قولهم : إنّ الله تعالى على العرش اسقراراً ، وأنّه بجهة الفوق لا غير ، مماسّ للعرش من جهته العليا ، وأنّه قد امتلأ به العرش ، أو أنّه ـ تعالى شأنه ـ على بعض أجزاء العرش ، على قولين لهم ، كما جوّزوا عليه تعالى الانتقال والتحوّل والنزول ..
إذا كانت تلك هي عقائد
المجسّمة ، فهذه جميعها داخلة في عقائد أصحاب الحديث والظاهرية ، بل قد تطرّقت إلى الفقهاء من أصحاب الحديث ! ولعلّ
_____________