شيئاً يحمله » فهو ردّ صريح على من يُجري أخبار الصفات
وآياتها على ظواهرها وعلى الحقيقة دون المجاز.
وعلى خطى هذا المنهج سار
من اهتدى بهذا الهدي ، هدي الكتاب والسنّة ، فأثبتوا المحكمات اُصولاً للعقيدة ، وعمدوا إلى المتشابهات فردّوها إلى اُصولها المحكمة ، واتّبعوا فيها سنّة النبي صلىاللهعليهوآله وبيانات أئمّة الهدى من آله عليهمالسلام.. فقالوا إذن بوجود المجاز في اللغة واعتمدوه في إرجاع المتشابه إلى المحكم ، فعملوا بالتأويل في هذه الحدود مقتفين الأثر الصادق الذي وجدوه كلّه منسجماً مع المحكم ، رادّاً المتشابه إليه ، فنفوا كلّ ما يدلّ على التشبيه والتجسيم ، ثمّ أثبتوا له تعالى الصفات الثبوتية ، على أنّها صفات قائمة بذاته ، وليست هي أشياء منفصلة عنه زائدة عليه كما زعمت الأشاعرة.
كما نفوا جواز الرؤية
التي أثبتها الأشاعرة في الآخرة ، عملاً بقوله تعالى : ( لَّا تُدْرِكُهُ
الْأَبْصَارُ ) ورجوعاً إلى أحاديث أهل البيت عليهمالسلام القاطعة بهذا المعنى ، وتأكيداً بالبرهان العقلي وأدلّته المانعة لإحكام الرؤية .
الطائفة الثالثة :
الذين اتخذوا السكوت عمّا
يتعلّق في الصفات ، وهم فريقان :
الأول :
يقول بجواز كون المراد منها هو الظاهر اللائق بجلال الله تعالى ، كما
_____________