والشدة والرخاوة ، والتوسط بينهما ، وغير ذلك. وتلك الخواص تقتضى أن يكون
العالم بها إذا أخذ فى تعيين شىء مركب منها لمعنى لا يهمل التناسب بينهما قضاء لحق
الحكمة ، كالفصم [بالفاء] الذى هو حرف رخو ، ...
______________________________________________________
هو خروج الحرف بصوت قوىّ ويعلم ذلك بالوقف على الحرف بعد همزة : كأب وأخ ،
والهمس : هو خروج الحرف بصوت غير قوىّ ، والحروف المهموسة يجمعها قولك : "
فحثه شخص سكت" وما عداها مجهور (قوله : والشدة
والرخاوة) الشدة : انحصار
صوت الحرف عند إسكانه فى مخرجه انحصارا تامّا فلا يجرى فى غيره ، والرخاوة : عدم
انحصار صوت الحرف فى مخرجه عند إسكانه فيجرى الصوت فى غير مخرجه جريا تامّا ،
والتوسط : أن لا يتم الانحصار والجرى ، والحروف الشديدة يجمعها قولك : " أجد
قط بكت" ، والمتوسطة بين الشديدة والرخوة يجمعها قولك" لن عمر" وما
عداها حروف رخوة (قوله : وغير ذلك) أى : كالاستعلاء والاستفال والتصحيح والإعلال.
(قوله : وتلك الخواص) أى : الأوصاف (قوله : إذا
أخذ فى تعيين شىء) أى : إذا أخذ فى وضع لفظ وقوله مركب منها أى : من هذه الحروف (قوله : لمعنى) متعلق بتعيين (قوله : بينهما) أى : بين الحروف ، والمعنى : فيضع مثلا اللفظ المبدوء
بحرف فيه رخاوة لمعنى فيه رخاوة وسهولة : كالفصم [بالفاء] الذى هو حرف رخو ، فإنه
قد وضع لكسر الشىء بلا بينونة وانفصال ؛ لأنه أسهل مما فيه بينونة ، ويضع اللفظ
المبدوء بحرف فيه شدة لمعنى فيه شدة كالقصم [بالقاف] الذى هو حرف شديد فإنه قد وضع
لكسر الشىء مع بينونة ؛ لأن الكسر مع البينونة أشد من الكسر بلا بينونة ويضع ما
فيه حرف استعلاء لما فيه علو وضده لضده وعلى هذا القياس (قوله : قضاء لحق الحكمة) الإضافة بيانية أى : أداء لحكمة اتّصاف الحروف بتلك
الخواصّ وليست هذه الخواصّ علّة مقتضية لذاتها هذه المعانى فإنه خرق للإجماع. قال
العلّامة الفنرى : ولا يخفى أن اعتبار التناسب بين اللفظ والمعنى بحسب خواصّ
الحروف والتركيبات إنما يظهر فى بعض الكلمات كما ذكره ، وأما اعتباره فى جميع
كلمات لغات واحدة فمتعذر فما ظنك باعتباره فى كلمات جميع اللغات!! قال الشيخ يس :
وعبارة الجوينى فى المسألة : هل للحروف فى الكلمات خواصّ