لكسر الشىء من غير أن يبين ، والقصم [بالقاف] : الذى هو حرف شديد لكسر الشىء حتى يبين.
وأن لهيئات تركيب الحروف أيضا خواصّ ؛ كالفعلان والفعلى [بالتحريك] لما فيه حركة ، كالنّزوان والحيدى ، وكذا باب : فعل [بالضم] مثل : شرف ، وكرم للأفعال الطبيعية اللازمة.
______________________________________________________
تحمل على وضعها لمعانيها أو وضعت لمعانيها اتفاقا؟ فوضع الباب لمعنى والناب [بالنون] لمعنى آخر ولو عكس لم يمتنع ، ونبنى المسألة على مسألة حكمية وهى أن الفاعل المختار هل يشترط فى اختياره وجود مرجح أو لا؟ والأظهر لا. كاختيار الجائع لدفع جوعه أحد الرغيفين (قوله : لكسر الشىء) أى : الذى وضع لكسر الشىء (وقوله : من غير أن يبين) أى : ينفصل ذلك الشىء (قوله : حتى يبين) أى : ولا شكّ أن كسر الشىء مع البينونة أشد وأقوى من الكسر الذى لا بينونة فيه (قوله : وأن لهيئات .. إلخ) عطف على قوله : أن للحروف فى أنفسها خواص ، (فقوله : أيضا) أى : كما أن للحروف فى أنفسها خواص وهذا بيان لما عليه أئمة التصريف (قوله : بالتحريك) أى : تحريك العين (قوله : لما فيه حركة) أى : فإنهما وضعا لما فيه حركة (قوله : كالنزوان) أى : فإنه مشتمل على هيئة حركات متوالية فيناسب ما فيه حركة ؛ ولذلك وضع لضراب الذكر ونزوه على الأنثى وهو من جنس الحركة (قوله : والحيدى) أى : فإنه مشتمل على هيئة حركات متوالية فلذا وضع للحمار الذى له نشاط فى حركاته وخفته حتى إنه إذا رأى : ظلّه ظنّه حمارا حاد منه أى : فر منه ليسبقه لنشاطه ، وفى الفنرى : الحيدى : صفة مشتقة من حاد إذا مال ـ يقال ـ حمار حيدى أى : مائل عن ظلّه لنشاطه (قوله : وكذا باب فعل) عطف على قوله كالفعلان (قوله : للأفعال الطبيعية) أى : الذى وضع للأفعال الطبيعية ؛ وذلك لأن الضمّ يناسب عدم الانبساط فجعل دالّا على أفعال الطبيعة اللازمة لذواتها ـ قاله ابن يعقوب ، وفى شرح السيد للمفتاح : وقيل الضم يحتاج إلى انضمام الشفتين فناسب أن يكون مدلوله مضمونا مع الشخص أى : لازما له.