وقال : إنه تنبيه على ما عليه أئمة علمى الاشتقاق والتصريف من أن للحروف فى أنفسها خواصّ بها تختلف ، كالجهر والهمس ، ...
______________________________________________________
قال فى جمع الجوامع وشرحه للعلّامة المحلى ما نصه : ولا يشترط مناسبة اللفظ للمعنى خلافا لعباد الصيمرى حيث أثبتها بين كل لفظ ومعناه. قال : وإلا فلم اختص به؟ فقيل : بمعنى أنها حاملة على الوضع على وفقها فيحتاج إليه ، وقيل : بل بمعنى أنها كافية فى دلالة اللفظ على المعنى فلا يحتاج إلى الوضع يدرك ذلك من خصّه الله تعالى به كما فى القافة ويعرفه غيره منه ، قال القرافى : حكى أن بعضهم يدّعى أنه يعرف المسميات من الأسماء فقيل له : ما مسمى" آدغاغ" وهو من لغة البربر؟ فقال : أجد فيه يبسا شديدا وأراه اسم الحجر وهو كذلك. قال الأصفهانى : والثانى هو الصحيح عن عباد ـ اه. بلفظهما ، فأنت تراه كيف نقل القولين وصحح الثانى منهما عن عباد وهو يخالف تأويل السكاكى؟ (قوله : وقال : إنه) أى : القول المذكور (قوله : تنبيه) أى : ذو تنبيه أو المصدر بمعنى اسم الفاعل (قوله : علمى الاشتقاق والتصريف) هذا يدل على أن كلّا منهما علم على حدته وهو الحق لامتياز موضوع كل منهما عن موضوع الآخر بالحيثية المعتبرة فى موضوعات العلوم ، فعلم التصريف يبحث عن مفردات الألفاظ من حيث أصالة حروفها وزيادتها وصحتها واعتلالها وهيئاتها ، وعلم الاشتقاق يبحث عن مفردات الألفاظ من حيث انتساب بعضها إلى بعض بالأصالة والفرعية ـ كذا ذكره السيد فى شرح المفتاح. قال الفنرى : وفيه أن هذا منقوض بالكلمات المغيرة عن أصلها بالإبدال ونحوه كما يقال فى قال أصله : قول ، فإن هذا من علم الصرف مع أن فيه البحث عن انتساب أحدهما إلى الآخر بالأصالة والفرعية ، وأجيب بأن مراده الأصالة والفرعية المخصوصان أى : اللذان بحسب اللفظ والمعنى ولا يوجدان فى : قال وقول ، وأمليت وأمللت لاتحاد معناهما بخلاف الفعل والمصدر تأمل.
[كلامه عن صفات الحروف] :
(قوله : من أن للحروف .. إلخ) هذا بيان لما عليه أئمة الاشتقاق (قوله : فى أنفسها) أى : باعتبار ذواتها (قوله : خواصّ) أى : صفات (وقوله : بها) أى : بسببها (قوله : كالجهر)