* (أما) بالفتح والتخفيف ـ على وجهين :
أحدهما : أن تكون حرف استفتاح بمنزلة «ألا» ، وتكثر قبل القسم كقوله [من الطويل] :
٧٥ ـ أما والّذي أبكى وأضحك ، والّذي |
|
أمات وأحيا ، والّذي أمره الأمر |
وقد تبدل همزتها هاء أو عينا قبل القسم ، وكلاهما مع ثبوت الألف وحذفها ، أو تحذف الألف مع ترك الإبدال ؛
______________________________________________________
(أما بالفتح) للهمزة (والتخفيف) للميم (على وجهين :
أحدهما : أن تكون حرف استفتاح) يبتدأ بها الكلام وتفيد تنبيه المخاطب لما يلقى إليه بعدها (بمنزلة إلا) وسيجيء تحقيق الكلام فيها ، (وتكثر قبل القسم كقوله :
أما والذي أبكى وأضحك والذي |
|
أمات وأحيا والذي أمره الأمر) (١) |
وجواب القسم قوله بعد هذا البيت :
لقد تركتني أحسد الوحش أن أرى |
|
إليفين منها لا يروعهما الذعر |
أن أرى في محل نصب أو خفض بالجار والمحذوف وهو على أو اللام ، ويروعهما يخيفهما ، والذعر بضم الذال المعجمة الخوف يقول : لقد تركتني هذه المحبوبة لكثرة ما تخيفني بالمقاطعة والفراق أحسد الوحش على ما أرى من الإلفة بين اثنين منهما ، بحيث لا يخيفهما ذعر يقطع الإلفة بينهما ، وإذا كان يحسد ما ليس من جنسه فلأن يحسد من هو من جنسه أولى.
(وقد تبدل همزتها هاء) فيقال هما والله لأشكرنك ، (أو عينا) فحصل عند الإتيان بالعين عما فانظر (قبل القسم وكلاهما مع ثبوت الألف) كما قلناه ، (وحذفها) فيقال : هم وعم (أو تحذف الألف مع ترك الإبدال) فيقال أم والله لأقومن.
وقال ابن يعيش في شرح «المفصل» إن أخت جساس بن مرة كانت تحت كليب فقتل أخوها زوجها وهي حبلى بهجرس بن كليب ، فلما شب قال :
أصاب أبي خالي وما أنا بالذي |
|
أميل أمري بين خالي ووالدي |
ووارث جساس بن مرة غصة |
|
إذا ما اعترتني حرها غير باردي (٢) |
__________________
(١) البيت من البحر الطويل ، وهو لأبي صخر الهذلي في الأغاني ٢٣ / ٢٨١ ، ولسان العرب ٢ / ١٥٥ ، وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص ١٧٠ ، وجواهر الأدب ص ٣٣٦.
(٢) البيتان من البحر الطويل ، انظر : المستطرف ١ / ٤٥٤.