وإذا وقعت «أن» بعد «أما» هذه كسرت كما تكسر بعد «ألا» الاستفتاحية.
والثاني : أن تكون بمعنى «حقّا» أو «أحقّا» ، على خلاف في ذلك سيأتي ، وهذه تفتح «أنّ» بعدها كما تفتح بعد «حقّا» ، وهي حرف عند ابن خروف ، وجعلها مع «أنّ» ومعموليها كلاما تركّب من حرف واسم كما قاله الفارسي في «يا زيد» وقال بعضهم : هي اسم بمعنى «حقّا» ، وقال آخرون : هي كلمتان : الهمزة للاستفهام و «ما» اسم بمعنى شيء ، وذلك الشيء حق ، فالمعنى : أحقّا ، وهذا هو
______________________________________________________
ثم قال :
يا للرجال لقلبي ما له آس |
|
كيف العزاء وثأري عند جساس (١) |
الآسي : الطبيب المداوي ، والعزاء : الصبر ، ثم قال :
أم وسيفي وذريه |
|
ورمحي ونصليه |
وفرسي وأذنيه |
|
لا يدع الرجل قاتل أبيه (٢) |
وهو ينظر إليه ثم طعنه فقتله.
قلت : لقد أعجب في قتل أسد بكليب ، قال ابن يعيش : وحكى محمد بن الحسن عن العرب : أم والله لأفعلن يريدون أما والله فحذفوا الألف تخفيفا ، قال : وذلك شاذ قياسا واستعمالا ، (وإذا وقعت إن بعد أما هذه كسرت) أي : استديم كسرها (كما تكسر) أي : كما يستدام كسرها (بعد ألا الاستفتاحية) فتقول : أما إن زيدا قائم ، كما تقول ذلك بعد ألا نحو : (أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) [يونس : ٦٢] وما ذاك إلا لأن هذا موضع الجملة لا المفرد وقد تقدم التنبيه على ما يضبط ما يجب فيه الكسر ، وما يجب فيه الفتح وما يجوز فيه الوجهان.
(والثاني : أن تكون بمعنى حقا أو أحقا على خلاف في ذلك سيأتي ، وهذه تفتح أن بعدها كما تفتح بعد حقا) أي يستدام فتحها هناك كما يستدام فتحها هنا.
(وهي حرف عند ابن خروف وجعلها مع أن ومعموليها) وهما الاسم والخبر (كلاما تركب من حرف واسم ، كما قال الفارسي في يا زيد) ، وكما قال سيبويه في إلا ماء إن إلا للتمني وماء اسمها وليس لها خبر لا ملفوظ ولا مقدر ، كما سيجيء وهذا القول المحكي عن ابن خروف حكاه عنه ابن أم قاسم في «الجني الداني» ، (وقال بعضهم هي اسم بمعنى حقا ، وقال آخرون : هي كلمتان الهمزة) حرف (وما اسم بمعنى شيء ، ذلك الشيء حق فالمعنى أحقا وهذا هو
__________________
(١) انظر التخريج السابق.
(٢) انظر الأغاني ٥ / ٦٧.