مسألة ـ سمع حذف «أم» المتصلة ومعطوفها ، كقول الهذلي [من الطويل] :
دعاني إليها القلب ، إنّي لأمره |
|
سميع ، فما أدري أرشد طلابها |
تقديره : أم غيّ ، كذا قالوا : وفيه بحث كما مرّ ، وأجاز بعضهم حذف معطوفها بدونها ، فقال في قوله تعالى : (أَفَلا تُبْصِرُونَ أَمْ) [الزخرف : ٥١ ـ ٥٢] : إنّ الوقف هنا ، وإن التقدير : أم تبصرون ، ثم يبتدأ (أَنَا خَيْرٌ) [الزخرف : ٥٢] ، وهذا باطل ، إذ لم يسمع حذف معطوفها بدون عاطفه ، وإنما المعطوف جملة (أَنَا خَيْرٌ ،) ووجه المعادلة بينها وبين الجملة قبلها أن الأصل : أم تبصرون ، ثم أقيمت الاسميّة مقام الفعليّة والسبب مقام المسبّب ، لأنهم إذا قالوا له أنت خير كانوا عند بصراء ، وهذا معنى كلام سيبويه.
______________________________________________________
(مسألة سمع حذف أم المتصلة ومعطوفها كقول) أبي ذؤيب (الهذلي :
دعاني إليها القلب إني لأمره |
|
سميع فما أدري أرشد طلابها (١) |
تقديره أم غيّ ، كذا قالوا وفيه بحث كما مر) في الألف المفردة ، من جواز جعل الهمزة لطلب التصديق كهل فلا يقدر المعادل حينئذ ، (وأجاز بعضهم حذف معطوفها بدونها فقال في قوله تعالى : (أَفَلا تُبْصِرُونَ) [القصص : ٧٢] أم أن الوقف هنا وإن التقدير أم تبصرون ثم يبتدىء أنا خير ، وهذا باطل ، إذ لم يسمع حذف) معطوف بدون عاطف ويرد عليه مثل (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ) [الحشر : ٩] ومثل :
وزحجن الحواجب والعيونا (٢)
وعلفتها تبنا وماء باردا (٣)
واشتريته بدرهم فصاعدا ففي جميع ذلك حذف المعطوف بدون عاطفه ، ولعل مراده:
حذف المعطوف وما له من متعلق إن كان ، فلا يرد شيء من هذه الأمثلة.
(وإنما المعطوف جملة أنا خير ، ووجه المعادلة بينها وبين الجملة قبلها أن الأصل أم تبصرون ، ثم أقيمت الاسمية مقام الفعلية والسبب مقام المسبب ؛ لأنهم إذا قالوا له : أنت خير كانوا عنده بصراء ، هذا معنى كلام سيبويه) وهذا الكلام الذي ساقه المصنف هنا مأخوذ من كلام الزمخشري فإنه قال : أم هذه متصلة إلا أنه وضع قوله : أنا خير موضع تبصرون ؛ لأنهم إذا قالوا
__________________
(١) تقدم تخريجه.
(٢) شطر بيت من الرجز ، وهو بلا نسبة في أوضح المسالك ٢ / ٤٧٢ ، والإنصاف ٢ / ٦١٠.
(٣) صدر بيت من الرجز ، وهو بلا نسبة في أوضح المسالك ٢ / ٢٤٥ ، والإنصاف ٢ / ٣١٣.