صباح ، وأنشدوا عليه قوله [من الطويل] :
٣٣ ـ إذا ما غدونا قال ولدان أهلنا |
|
تعالوا إلى أن يأتنا الصّيد نحطب |
وقوله [من الطويل] :
٣٤ ـ أحاذر أن تعلم بها فتردّها |
|
فتتركها ثقلا عليّ كما هيا |
وفي هذا نظر ، لأنّ عطف المنصوب عليه يدلّ على أنه مسكّن للضرورة ، لا مجزوم.
______________________________________________________
صباح) بتشديد الموحدة ، وهم قبيلة من ضبة بضاد معجمة مفتوحة فموحدة مشددة فهاء تأنيث (وأنشدوا) في الاستشهاد على الجزم بها لامرىء القيس :
(إذا ما غدونا قال ولدان أهلنا |
|
تعالوا إلى أن يأتينا الصيد نحطب) (١) |
غدونا بكرنا ، ونحطب بكسر الطاء المهملة مضارع حطب ، أي : جمع الحطب ، وأنشده القاضي الفاضل في بعض كتبه :
إلى أن يأتي الصيد ، وعليه فلا شاهد فيه قال القاضي الفاضل : وكنت رويت هذا البيت :
قال ولدان حينا
فقال لي بعض الأدباء : الذي قال الشاعر :
قال ولدان أهلنا
فقلت ولدان حينا أمدح ويستحق امرؤ القيس لفظة يحسن بها معناه ويرجح ، ولا خفاء بما بينهما من خصوص طعمة الصيد بأهله وعمومها بحيه.
(و) أنشدوا أيضا (قوله :
أحاذر أن تعلم بها فتردها |
|
فتتركها ثقلا علي كما هيا) (٢) |
بإسكان ميم تعلم على أنه مجزوم بأن (وفي هذا) الاستشهاد بالبيت الثاني (نظر ؛ لأن عطف المنصوب) وهو ترد وتترك بفتح الدال والكاف (عليه) أي : على المسكن بعد أن وهو تعلم (يدل على أنه سكن للضرورة لا مجزوم) وإلا كان المعطوف عليه مجزوما لا منصوبا.
__________________
(١) البيت من الطويل ، وهو لامرىء القيس في ملحق ديوانه ص ٣٨٩ ، وخزانة الأدب ٤ / ٢٩٢.
(٢) البيت من البحر الطويل ، وهو لزفر بن الحارث الكلابي ، انظر ديوانه ص ١٧١ ، ولسان العرب ٤ / ٢٤٨ (خضر). اه.