وأضيعت ، كانت كالشيء الكاسد. الذي لا يرغب فيه.
وأن يجعل من قولهم : قام بالأمر ، أي : تجلد وتشمر له. فإقامة الصلاة ، على هذا ، جعلها متجلدة متشمرة (١) لإخراج المصلي ، عن عهدة أدائها ، أو انقاذها ، عن تبعة تركها. ولا يتيسر ذلك الا بتجلد المصلي وتشمره لها. فجعل كناية عنه.
وبالجملة ، فالمراد بإقامتها ، تحصيلها. الذي هو أداؤها ـ مطلقا. أو تعديل أركانها الظاهرة ، وتقديم حقائقها الباطنة. أو الدوام والمحافظة عليها. أو التجلد والتشمر ، لأدائها.
و «الصلاة» ، فعلة ، من «صلى». كالزكاة ، من زكى ، كتبت بالواو على لفظ المفخم اسم الفاعل. والتفخيم هنا ، امالتها نحو الواو.
وقيل : للدلالة على أنها واوية. والمشهور أنها في اللغة ، بمعنى «دعا».
وورود «الصلاة» ، بمعنى «الدعاء» ، في كلام العرب ، قبل شرعية الصلاة ، المشتملة على الأركان المخصوصة. وفي كلام من لا يعرفها ، دليل على ذلك. ثم نقلت الى ذات الأركان ، لاشتمالها على الدعاء.
أو لأنها دعاء بتمامها ، بالألسنة الثلاثة ، القول والفعل والحال. ووجه اطلاق المصلي على الداعي ، ظاهر.
«وقيل : انها من «صلى» بمعنى حرك الصلوين» (٢) ، أي : طرفي الأليتين.
وذلك لأن أول ما يشاهد من أحوال الصلاة ، انما هو تحريك الصلوين ، للركوع.
فان القيام ، لا يختص بالصلاة. وانما سمي الداعي ، مصليا ، تشبيها له ، في تخضعه بالراكع والساجد واقامة الصلاة ، أعم من المفروضات والمسنونات.
(وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) (٣) :
«الرزق» ، في الأصل ، الإخراج. لأن التركيب وقلبه ، أعني زرق. يدلان
__________________
(١) المتشمرة.
(٢) ر. أنوار التنزيل ١ / ١٧.