قال : من أقر بقيام القائم ـ عليه السلام ـ أنه حق.
وروى (١) ـ أيضا ـ : بإسناده عن يحيى بن أبي القاسم. قال سألت الصادق ـ عليه السلام ـ عن قول الله ـ عز وجل ـ (الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ).
فقال : المتقون ، شيعة علي ـ عليه السلام ـ والغيب ، هو الحجة الغائب) (٢).
(وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ) : «القيام» في الأصل ، الانتصاب. واقامة الشيء ، جعله منتصبا. فكأنهم يجعلون الصلاة ، منتصبة من حضيض ذل العدم أو النقصان ، الى ذروة عن الوجود أو الكمال ، أي : يحصلونها أو يأتون بها ، على ما ينبغي. وأيضا «قيام الشيء» ، وجوده. ومنه قولهم : انه قائم بنفسه أو بغيره. وقولهم : القيوم ، هو القائم بنفسه ، المقيم لغيره. والقوام ، لما يقام به الشيء ، أي : يحصل.
فعلى هذا ، معنى «اقامة الصلاة» ، تحصيلها وإيجادها. كما في الوجه الأول ، من الاقامة ، بمعنى الانتصاب. ويلائم الوجه (٣) الثاني ، جعله من اقام العود ، إذا قومه ، أي : سواه على أن يستعار من تسوية الأجسام ، كالعود ونحوه ، لتعديل الأركان ، نقلا من المحسوس الى المعقول.
ويحتمل أن يجعل من «قامة السوق». إذا نفقت ، أي : راجت. وأقامها ، أي : جعلها نافقة رائجة (٤). ويقصد بها ، الدوام ، والمحافظة عليها. لأنها إذا حوفظت عليها ، كانت كالشيء النافق. الذي يتوجه اليه الرغبات. وإذا عطلت
__________________
(١) نفس المصدر.
(٢) ما بين القوسين مشطوب في المتن وغير موجود في ر.
(٣) أ : الوجود.
(٤) أ : رائحة.