قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير كنز الدّقائق وبحر الغرائب [ ج ١ ]

تفسير كنز الدّقائق وبحر الغرائب [ ج ١ ]

117/449
*

بين درجة الايمان وما فوقه عند سؤاله النبي (١) ـ صلى الله عليه وآله – حيث قال : يا محمد! أخبرني ما الايمان وما فوقه؟

قال ـ عليه السلام : ـ الايمان أن تؤمن بالله والملائكة والكتب والنبيين وتؤمن بالقدر كله.

ثم قال : يا محمد! أخبرني ما الإحسان؟

قال : أن تعبد الله كأنك تراه. فان لم تكن تراه ، فانه يراك.

فقوله : «أن تعبد الله كأنك تراه»

، أي : تعبده حين تراه ، بعين بصيرتك وقوة يقينك ، كأنك تراه. فكما أن المبصر بعين البصر ، لا يحتاج الى الاستدلال ، فكذلك بعين البصيرة وقوة اليقين ، لا يحتاج اليه. فهو بالنسبة اليك. بمنزلة المشهود المحسوس.

فدرجة الإحسان ، فوق درجة الايمان. وانما سمي ذلك إحسانا ، لأنه انعام من الله تعالى ، وفضل. ليس للعبد فيه تسبب. بخلاف الايمان ، فانه مكتسب.

ويمكن أن يراد «بالغيب» ، غيب الغيوب ، الذي هو ذاته المطلقة وهويته الغيبية السارية ، في الكل ، علما وعينا.

والباء على هذه التقادير ، للتعدية. متعلقه المضمن للايمان.

ويمكن أن يكون للمصاحبة. متعلقة بمحذوف ، يقع حالا.

و «الغيب» بمعناه المصدري ، أي : يؤمنون حال كونهم متلبسين بغيبتهم ، عن المؤمن به. أو بغيبة المؤمن به ، عنهم. أو المعنى ، أنهم يؤمنون غائبين عنكم. لا كالمنافقين. الذين (إِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ) (٢).

__________________

(١) سنن الترمذي ٤ / ١٢٠ ، ضمن حديث طويل مع يعض الاختلاف.

(٢) البقرة / ١٤.