وإليهمي ، وبهمي ، ثم تستثقل الياء هنا ، فتحذف تخفيفا هي والكسرة قبلها ، ولا يخاف لبس لأن التثنية بالألف لا بدّ منها ، فيقال : عليهم ، وإليهم ، وبهم ، وهي قراءة أبي عمرو ، إلا أن أبا الحسن قد حكى أن منهم من يقرّ الكسرة في الميم بحالها بعد حذف الياء ، فيقول : عليهم ، وإليهم ، وبهم ، كما أقرت آخرون الضمة في الميم بعد حذف الواو ، فقالوا : عليهم بكسر الهاء وضمها.
وتزاد الياء أيضا بعد كاف المؤنث إشباعا للكسرة في نحو : عليكي ، ومنكي ، وضربتكي ، وروينا عن قطرب لحسان (١) :
ولست بخير من أبيك وخالكي |
|
ولست بخير من معاظلة الكلب (٢) |
وتزاد أيضا لإطلاق حرف الروي إذا كانت القوافي مجرورة ، نحو قوله (٣) :
هيهات منزلنا بنعف سويقة |
|
كانت مباركة من الأيّامي (٤) |
وقول الآخر (٥) :
ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي |
|
بصبح ، وما الإصباح فيك بأمثلي (٦) |
__________________
(١) انظر / ديوانه (ص ٤٠) ، وروايته في الديوان لا شاهد فيها حيث جاءت : وخاله.
(٢) معاظلة الكلاب : لزم بعضها بعضا في السفاد. اللسان (١١ / ٤٥٦) مادة / عظل. والشاعر يهجو أبا سفيان قبل إسلامه بقوله إن لم يفضله في شيء ، ونسبه وضيع سواء من جهة الأب أو من جهة الأم. والشاهد فيه (خالكي) حيث أضاف الياء إشباعا للكسرة.
(٣) ذكره صاحب اللسان مادة (سوق) (١٠ / ١٧١). وبدون نسب في الخصائص (٣ / ٤٣) ، ونسبه صاحب الكتاب إلى جرير (٢ / ٢٩٩).
(٤) نعف سويقة : المكان المرتفع في اعتراض. هيهات : اسم فعل معناه البعد. والشاعر يتذكر تلك الأيام الماضية التي كانت مباركة لأنها جمعته مع من يحب في نعف سويقة. والشاهد فيه (الأيامي) حيث زيدت الياء لإطلاق حرف الروي.
(٥) البيت لامرئ القيس. انظر ديوانه (ص ١٨).
(٦) والشاعر يتمنى أن يتقضى الليل ويطلع نور الصباح بعد أن طال عليه بسبب تفكيره في محبوبته. وهو يتخيل الليل إنسان يخاطبه ويناديه ويستخدم أداة التنبيه (ألا) ليجذب انتباهه. والشاهد فيه (بأمثلي) حيث زيدت الياء ، لإشباع حركة الروي.