ومنها (١) :
كنواح ريش حمامة نجديّة |
|
ومسحت باللّيتين عصف الإثمد (٢) |
يريد : كنواحي ، فحذف الياء ، وذلك أنه شبه المضاف إليه بالتنوين ، فحذف الياء لأجله كما يحذفها لأجل التنوين ، كما شبه الأول لام المعرفة في «الغوان» و «الأيد» بالتنوين من حيث كانت هذه الأشياء من خواص الأسماء ومعتقبة عليها ، فحذف الياء لأجل اللام كما يحذفها لأجل التنوين هكذا أخذت من لفظ أبي علي وقت القراءة عليه.
وقال الآخر (٣) :
قلت لها : يا هذ في هذا إثم (٤)
يريد : هذي ، فحذف الياء تخفيفا.
وتحذف أيضا الياء الزائدة بعد هاء إضمار الواحد نحو : مررت به يا فتى ، قرأ بعضهم : (فَخَسَفْنا بِهِ وَبِدارِهِ الْأَرْضَ) (القصص : ٨١) (٥). وبعد ميم الضمير نحو : عليهم ، وإليهم ، وبهم ، وأصله : عليهمو ، وإليهمو ، وبهمو ، فالهاء للإضمار ، والميم علامة تجاوز الواحد ، والواو لإخلاص الجمع ، ثم إنهم يبدلون ضمة الهاء كسرة لخفاء الهاء ووقوع الكسرة والياء الساكنة قبلها ، فيقولون : عليهمو ، وبهمو ، وإليهمو ، ثم إنهم قد يستثقلون الخروج من كسر الهاء إلى ضم الميم ، فيبدلون من ضمة الميم كسرة ، فيصير في التقدير ـ ولا يستعمل البتة كما استعمل جميع ما ذكرناه قبله ـ عليهمو ، وإليهمو ، وبهمو ، فتقلب الواو ياء لوقوع الكسرة قبلها ، فيصير : عليهمي ،
__________________
(١) نسبه صاحب الكتاب لخفاف بن ندية السلمي (١ / ٩) وهو بغير نسب في شرح المفصل (٣ / ١٤٠)
(٢) نجدية : من بلاد نجد. الإثمد : حجر يتخذ منه الكحل. اللسان (٣ / ١٠٥). عصف الإثمد : ما سحق منه. اللسان (٩ / ٢٤٧) مادة / عصف. والشاعر يصف امرأة جميلة ، ويشبه شفتيها بنواحي ريش الحمامة النجدية في الجمال والرقة. والشاهد فيه (نواح) حيث حذفت الياء فأصله (نواحي) وذلك لأنه شبه المضاف إليه بالتنوين.
(٣) ذكره صاحب اللسان دون أن ينسبه مادة (ذا) (١٥ / ٤٥١)
(٤) الشاهد فيه (يا هذا) حيث حذفت الياء تخفيفا يريد (يا هذي).
(٥) سبق تخريجها.