ومما حذفوا فيه التنوين أن يكون ابن وصفا لعلم أو كنية أو لقب مضافا إلى علم أو كنية أو لقب ، فإن التنوين يحذف من الاسم الأول لكثرة الاستعمال ولالتقاء الساكنين.
وتتركب من ذلك تسع مسائل أصول يقاس عليها غيرها.
فالموصوف العلم إذا وصف بابن مضافا إلى علم مثله نحو قولك رأيت زيد بن عمرو ، والكنية نحو هذا زيد بن أبي بكر ، واللقب نحو مررت بزيد بن بطّة ، والموصوف الكنية إذا وصف بابن مضافا إلى كنية نحو لقيت أبا بكر بن أبي محمد ، والعلم نحو مررت بأبي بكر بن زيد ، واللقب نحو هذا أبو بكر بن بطّة.
والموصوف اللقب إذا وصف بابن مضافا إلى لقب مثله نحو هذا كرز بن بطّة ، والعلم نحو رأيت كرز بن زيد ، والكنية نحو مررت بكرز بن أبي بكر.
وكل موضع حذفت منه التنوين في هذه المسائل التسع وما شاكلها لكثرة الاستعمال ، ولأنك جعلت الاسمين كالاسم الواحد ، فالألف في ابن محذوفة من الخط ، وذلك أنك لا تقدّر الوقف على الأول والابتداء بالثاني ، لأنك قد جعلتهما بكثرة استعمالهما ، وبأن كل إنسان لا بد من أن يكون له أب أو أم أو كنية تجري وصفا عليه ، وأن اللقب إذا جرى ووقع كان في الشهرة وكثرة استعماله جاريا مجرى العلم والكنية ـ كالاسمين اللذين جعلا كاسم واحد.
يدلك على أن العرب قد أرادت ذلك وقصدته قولهم (١) :
يا حكم بن المنذر بن الجارود |
|
سرادق المجد عليك ممدود (٢) |
__________________
(١) نسبه صاحب اللسان في مادة (سردق) إلى رؤبة (١٠ / ١٥٨) ، ونسب في الكتاب إلى رجل من بني الحرماز (١ / ٣١٣) ، وذكر في المقتضب بدون نسب (٤ / ٢٣٢).
(٢) ممدود : ممتد. السرادق : الذي يمد فوق صحن البيت وأراد ما أحاط بالشيء. القاموس المحيط (٣ / ٢٤٤). والشاعر يمدح الحكم بن المنذر بأن المجد يحيط به من كل جانب. والشاهد فيه : (يا حكم بن) حيث فتحت ميم حكم. إعرابه : حكم : منادى مبني على الضم المقدر ، ابن : صفة منصوبة بالفتحة.