عليك ، أسئلك من خير كتاب قد خلا ، وأعوذ بك من شر كتاب قد خلا. أسئلك خوف العابدين لك وعبادة الخاشعين لك ، ويقين المتوكلين عليك ، وتوكل المؤمنين عليك ، اللهم اجعل رغبتي في مسئلتي مثل رغبة أوليائك في مسائلهم ، ورهبتي مثل رهبة أوليائك ، واستعملني في مرضاتك عملاً لا أترك معه شيئا من دينك مخافة أحد من خلقك ، أللهم هذه حاجتي فأعظم فيها رغبتي ، وأظهر فيها عذري ، ولقني فيها حجتي ، وعاف فيها جسدي ، أللهم من أصبح له ثقة أو رجاء غيرك فقد أصبحت وأنت ثقتي ورجائي في الأمور كلها فاقض لي بخيرها عاقبة ، ونجني من مضلات الفتن ، آمين رب العالمين ، برحمتك يا أرحم الراحمين ، وصلى الله على سيدنا محمد المصطفى وعلى آله الطاهرين (وسلم تسليما كثيرا كثيرا) (١).
١٠ ـ وجدت بخطّ السيد العلّامة الحجّة والدي طاب ثراه هذا الدعاء ناقلاً ايّاه من الصحيفة العلويّة الثانية ، وكان من دعائِه عليه السلام اذا استصعب عليه شيء على ما جاء فيها ، قال راويه : دعاء مجرّب لا يتخلّف علّمه امير المؤمنين عليه السلام رجلاً من أهل اليمن لمّا صعب علي جَمَلُهُ ولم يطِعه ، فقال عليه السلام له : كلّما عسُر عليك شيء ولا تطيق حَمْلَه سواء كان من أهلك ، او مالك ، او ولدك ، أو أمر فرعون ، يعني طاغياً من الطغاة ، فاقرء هذا الدعاء ، فان الله تعالى يدفع عنك ضرره ، ويكفيكه. ولهذا الدعاء حكاية غريبة. (الدعاء) : أللهم اني أتوجه اليك بنبيك نبي الرحمة وأهل بيته الذين اخترتهم على علم على العالمين ، اللهم فذلل لي صعوبتها وحزونتها ، واكفني شرها فانك الكافي المعافي والغالب القاهر (٢).
الرضوي : ذكر لي الفاضل السيد حسين مهدي الحسيني الهندي انه قرأ هذا
__________________
(١) ما بين القوسين ليس فيما رأيت من نسخ الصحيفة.
(٢) القادر ، خ ل.