مستحقّيه ، والخمس فوضعه الله حيث وضعه ، والصدقات فجعلها الله حيث جعلها ، وكان حُليّ الكعبة فيها يومئذٍ فتركه الله على حاله ولم يتركه نسياناً ولم يخف عنه مكاناً ، فأقرّه حيث أقرّه الله ورسوله». فقال له عمر : لولاك لافتضحنا. وترك الحُليّ بحاله.
٢ ـ عن شقيق ، عن شيبة بن عثمان ، قال : قعد عمر بن الخطّاب رضى الله عنه في مقعدك الذي أنت فيه فقال : لا أخرج حتى أقسّم مال الكعبة ـ بين فقراء المسلمين ـ قال : قلت : ما أنت بفاعل. قال : بلى لأفعلنّ. قال : قلت : ما أنت بفاعل. قال : لم؟ قلت : لأنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قد رأى مكانه وأبو بكر رضى الله عنه وهما أحوج منك إلى المال فلم يخرجاه. فقام فخرج.
لفظ آخر :
قال شقيق : جلست إلى شيبة بن عثمان في المسجد الحرام ؛ فقال لي : جلس إليّ عمر بن الخطّاب رضى الله عنه مجلسك هذا فقال : لقد هممت أن لا أترك فيها ـ أي في الكعبة ـ صفراء ولا بيضاء إلاّ قسّمتها. قال شيبة ، فقلت : إنّه كان لك صاحبان فلم يفعلاه : رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأبو بكر رضى الله عنه. فقال عمر : هما المرآن أقتدي بهما.
٣ ـ وعن الحسن : أنّ عمر بن الخطّاب قال : لقد هممت أن لا أدع في الكعبة صفراء ولا بيضاء إلاّ قسّمتها ، فقال له أُبيّ بن كعب : والله ما ذاك لك. فقال عمر : لم؟ قال : إنّ الله قد بيّن موضع كلّ مال وأقرّه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. فقال عمر : صدقت.
نحن لا نناقش الحساب في تعيين الملقّن لحكم القضيّة ، غير أنّ هذه الروايات تُعطينا خُبراً بأنّ كلّ أُولئك الرجال كانوا أفقه من الخليفة في هذه المسألة ، فأين قول صاحب الوشيعة : إنّ عمر أفقه الصحابة وأعلمهم في زمنه على الإطلاق؟